الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • التغيير الديموغرافي يجعل "عفرين" غريبة على سكانها الأصليين

التغيير الديموغرافي يجعل
تهجير أهالي عفرين \ أرشيفية

تمكنت مدينة عفرين قبل أربع سنوات مضت، أي قبل ما سمي بـ"عملية غصن الزيتون"، من التقدم في كافة المجالات وتحسين مظهر المدينة من خلال إقامة العديد من المشاريع والمنشآت التي ساهمت بشكل ملحوظ في تحسين اقتصاد المنطقة، خاصة أنها استطاعت أن تبقى بمنأى عن الحرب الدائرة في عموم أرجاء سوريا.

فبعد اشتداد حدة الصراعات في مدينة حلب وتعرضها للقصف والدمار، قام الكثير من التجار والمستثمرين بنقل أعمالهم وتجارتهم لمنطقة عفرين، كونها كانت تعد منطقة آمنة، فشهدت المدينة تقدماً كبيراً على الصعيد التجاري والصناعي، وبدأ الكثير من التجار افتتاح العديد من المشاريع الاستثمارية في المدينة، تنوعت من من مدارس خاصة إلى مجمعات تجارية ومدن ألعاب ومعاهد موسيقية، تم إنشاؤها كلها على النمط الحديث من قبل مالكيها.

وأضاف ذلك إلى عفرين غناً إلى جانب غناها بمواقعها الأثرية وأشجارها المثمرة، خاصة أشجار الزيتون التي تشكل قرابة الـ70 بالمئة من اقتصاد المنطقة، حيث تعتبر مواسم الزيتون مصدر الرزق الأساسي لأغلب سكان مدينة عفرين، إضافة لمواسم أخرى كموسم الرمان وورق العنب وغيرها، مع اعتماد المواطن العفريني بالدرجة الأولى على أرضه لكسب قوت يومه.

اقرأ أيضاً: عفرين.. "القضاء العسكري" يتهرب من تسجيل دعوى ضد قريب "أبو عمشة"

لكن بعد احتلال مدينة عفرين من قبل أنقرة وميليشياتها السورية المعروفة بمسمى "الجيش الوطني السوري"، تبدلت ملامح المدينة بشكل كامل، مع تهجير قرابة ثلاثة أرباع سكان المدينة، واستقدام ما يزيد من 400 ألف شخص من مختلف أنحاء سوريا، حيث تغيرت وجوه سكان المدينة، بعد توطين أولئك في مدينة عفرين، بدلاً من سكانها الأصليين.

في السياق تحدث عدد من سكان مدينة عفرين لـ "ليفانت نيوز"، حول تبدل أحوال مدينتهم بعد احتلالها من قبل ميليشيات أنقرة المسلحة.

فقال "سعيد\اسم مستعار" أنه "بعد أن كنا نحن سكان مدينة عفرين، نشكل غالبية سكان المدينة وجميع المحلات والمرافق العامة، تحمل أسماء الشخصيات الكردية، أصبحنا الآن نشعر وكأننا غرباء في مدينتنا، حيث يتوزع المستوطنون في كافة أرجاء المدينة حتى المحال التجارية وذلك بعد استيلاءهم عليها وافتتاحها لصالحهم، إضافة للاستيلاء على منازل سكان مدينة عفرين، سواء أكانوا مهجرين أو ممن رفضوا الخروج من المدينة، حيت هناك حالة من الفوضى التي لم نعتد عليها من قبل".

عفرين \ ليفانت نيوز

"فلك\اسم مستعار"، وهي مواطنة كردية من عفرين، تحدثت لليفانت نيوز عن أحوال المنطقة، فقالت: "سابقاً، كانت جميع الطرق والمرافق العامة في مدينة عفرين تحمل أسماء شخصيات كردية، أما الآن فقد عمدت الميليشيات المسلحة إلى إطلاق مسميات عثمانية على مرافقنا وطرقاتنا".

مضيفةً: "أذكر على وجه التحديد، دوار كاوا الذي تم تدميره بالكامل بعد اجتياح المدينة، وأطلقوا عليه مسمى "شهداء الثامن عشر من أزاد"، ودوار وطني الذي أطلقوا عليه مسمى دوار رجب طيب أردوغان، في إشارة للرئيس التركي، ولكن الملفت للنظر بأنه حتى المستوطنين والمسلحين لا يزالون يتداولون أسماء المرافق القديمة بالرغم من تغييرها من قبلهم".

أما "سردار\اسم مستعار"، فقد قال، إنه و"بالرغم من كل الظروف القاسية التي تمر بها مدينة عفرين، التي يعاني منها السكان الكورد، وتهدف إلى تهجير من تبقى منهم، فإننا نؤكد بأنه لن نترك مدينتنا مهما حصل، وسنبقى متمسكين بأرضنا وهويتنا هنا، ولن ندع للأطماع العثمانية أن تتحقق في هذه الأرض الكردية، وهو الهدف الأساسي لأنقرة، التي تتبع سياسة التغيير الديمغرافي عبر انتهاكات ميليشياتها المسلحة".

ليفانت-خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!